حياتنا - فيض فياض

الانجاز الذي تمخض عنه مؤتمر باريس جاء بفضل الجهود السياسية للرئيس محمود عباس والعقلية الحكومية للدكتور سلام فياض، فجاء الفيض فياضا وفاق التوقع الفلسطيني، حيث لمسنا من خلال حديث الدكتور فياض قبل المؤتمر ذلك الحذر او الخشية من عدم جمع المبلغ المطلوب للخطة الثلاثية، لكن الذي حدث هو تظاهرة دولية لدعم السلطة الوطنية ماديا ومعنويا وسياسيا، ولعلنا لاحظنا كيف ان المؤتمر بدا مقتنعا باقامة الدولة الفلسطينية خلال وقت قصير، وان من يعرقل النمو الاقتصادي هو الاحتلال وان المطلوب من المال هو عمليا لترميم ما دمره الاحتلال، وان الحجج الامنية الاسرائيلية ليست واقعية، وفوق هذا وذاك نجح الدكتور فياض في اقناع اللجنة الرباعية بضرورة اعادة فتح معابر غزة لانها شطر الوطن الجنوبي ولأن الفلسطيني في شماله لا يطيق هذا الفصل التعسفي الذي بدأه الانقلابيون وانتهزه الاحتلال لتجسيد الفصل.
معركة فتح المعابر هي الخطوة التالية في اجندة رئيس الوزراء لأنه لا تنمية في الضفة دون غزة، ولا استقرار في الضفة دون غزة ولا فصل بين شقي الوطن حتى لو شاء قصيرو النظر وفاقدو البصر والبصيرة.
مؤتمر باريس في محصلته النهائية كان انتصارا فلسطينيا يدفعنا دفعا نحو التوحد الداخلي حتى نكون عند حسن ظن شعبنا وامتنا والمجتمع الدولي لنتمكن من تحقيق هدفنا في اقامة الدولة الفلسطينية، ذلك ان استمرار الفرقة هو منفذ الاحتلال الوحيد ليواصل العربدة والقتل، ولعل التصعيد الاسرائيلي اثناء انعقاد المؤتمر هو برهان على ان الاحتلال لا يريد لا تنمية ولا استقرارا في ديارنا بل يريد استمرار القتل والتدمير لإنهاء وجودنا وكيانيتنا التي تتعرض للنهش الاسرائيلي ونساعده في ذلك بالتشرذم والاقتتال وعدم وقف النزف الداخلي.
شكرا للرئيس ولرئيس وزرائه على هذا الجهد الذي يتطلب من شعبنا كل الدعم لتحقيق اهداف الخطة الثلاثية وهي عمليا خطة الاعداد لقيام الدولة المستقلة فان اردنا الدولة اعدنا النظر في سلوكياتنا ومفاهيمنا وانطلقنا نحو المجتمع المدني الجاد الذي يريد اللحاق بالركب العالمي، وان تقاعسنا فلن نجد بعد حين من ينتشلنا من الهاوية.</TD></TR></TABLE>