منتدى ديرغسانه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ديرغسانه

سياسي-اجتماعي-ثقافي ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حياتنا - المقهى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد عمر




المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

حياتنا - المقهى Empty
مُساهمةموضوع: حياتنا - المقهى   حياتنا - المقهى Icon_minitimeالخميس ديسمبر 06 2007, 22:26



في مقهى الفندق القاهري الذي اعتاد الجلوس فيه تغير الديكور والمشهد النيلي، كان هناك ذات سنة مثقفون وكتاب وادباء يغرفون من ماء النيل بعيونهم المتعبة كل صباح، اما الآن فالمقهى فارغ، ثمة يافطة تقول الحد الادنى للطلب "50 جنيها" أي ان فنجان القهوة بات بهذا الرقم بينما هو في مقهى بميدان التحرير القريب لا يتعدى الجنيه الواحد، ترك المقهى الباهظ وانتقل الى مقهى سمير اميس القريب وجلس قباله النيل وطلب قهوة مغلية بلا "وش" وتناول صحيفة ليقرأ فاذ بها أنابولسية، وهو في السفر عادة لا يهتم بالسياسة واخواتها، فوجد نفسه يطالع الصفحة الثقافية وقرأ فيما قرأ خبرا عن روائي ليبي "هشام مطر" حاز على جائزة ثقافية بريطانية واخرى اميركية عن اول تجربة روائية له، وكان هناك على مقربة منه مجموعة من كبار السن بدا انهم من اهل الثقافة والفكر بملابسهم البسيطة ذات الطراز القديم، وكان بينهم رجل حظي بقصب الكلام بدا من لهجته انه ليبي واذ به يتحدث عن الروائي الليبي الشاب ايضا، لعلها مصادفة ان يتحدث مثقف ليبي مع مجموعة من المصريين عن روائي شاب والعبد الفقير لله يقرأ في الصحيفة ايضا عنه، وسمع الليبي يقول هذا الشاب كسب مليون دولار حتى الآن من اول رواية، وفجأة رن هاتف العبد الفقير لله، فإذ به الزميل الاديب الكبير علي الخليلي اتصل يشكر العبد الفقير لله على مقالته حول ازمة المثقف الفلسطيني ككل وازمة الخليلي بشكل خاص الذي انجب 36 كتابا في مختلف فنون الثقافة والادب ولم يكسب حتى شرف التقاعد من السلطة حتى الآن، كان بوده لو ان الخليلي معه في القاهرة ليسمع ما يرويه المثقف الليبي العجوز عن روائي شاب حقق في كتاب واحد ما لم يحققه غيره وسمع المثقف العجوز يقول بالطبع هذا الشاب "هشام" معارض للحكم في ليبيا وهو كتب عن سنوات طفولته وعن الحكم، ورغم ان العبد الفقير لله لم يقرأ رواية هشام وهي بعنوان "أرض الرجال" الا انه فهم ضمنا انها ناقدة للمجتمع الليبي وللنظام ايضا والا لما حازت على جوائز غربية بهذه السرعة.
علي الخليلي لم يكن هناك ليسمع ثرثرة المثقفين وتجربة هشام مطر التي امطرت عليه دولارات، بينما هو يستمطر شواقل التقاعد او التقاعس دون جدوى هب ان عليا امتشق كلمة ورجم السلطة بحجر وزاد بنقد فتح، واضاف بتناول الكفاح الفلسطيني العقيم الذي لم ينجب سوى كوارث.. وختم بقوله ان السلام ممكن لو اننا تنازلنا عن كذا كذا ومارسنا ضبط النفس واحتضنا المستوطنين كأخوة، وسلمنا مقاليدنا لبيوت استشارية غربية ومندوبي السفارات والقناصل، لقيل انه عبقري فذ ولمنح جوائز بأثر تقدمي عن اعمال بأثر رجعي، فالمهم ان يخون.
قليل من الحياء ايها القابضون على امورنا، احترموا كبارنا الحقيقيين وكهولتهم، واحترموا مثقفينا غير الانتهازيين واعطوهم حقوقهم النضالية والثقافية، لأن كثيرا ممن يتولون امورنا لم يكونوا قد ولدوا وكبارنا قابضون على جمر الثورة والنضال ومقارعة الاحتلال ورصف طريق الحرية بكلماتهم وافكارهم.
عندما جاءت القهوة بلا "وش" سأله النادل تمام يا افندم فرد تمام انها بلا وش، فعاد يسأل "هو حضرتك بتحبها بلا وش ليه؟" فقال لأنني لا احب الاقنعة، فالجميع مقنعون في هذا العالم، السياسي والمثقف والمسؤول وحتى النساء مقنعات، فهل تستكثر علينا رؤية القهوة بلا وش؟!.
ذات سنة استدعى ملك فارسي يدعى ملك شاه صديق طفولته الشاعر الفيلسوف عمر الخيام وقال له "لماذا لا تكون وزيرا لي يا صديقي؟" فرد عليه الشاعر "انك يا مولاي تستطيع ان تصنع خمسين وزيرا يوميا ولكنك لا تستطيع ان تصنع فيلسوفا واحدا مثلي".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حياتنا - المقهى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ديرغسانه :: مقالات سياسيه-
انتقل الى: