حياتنا - المطر

Admin المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 31/10/2007

حياتنا المطر

بقلم حافظ البرغوثي

وصل الخير وعمّ البلاد وارتوت الارض وبلت حلوق الدواب وفرح الناس بأول الغيث، وقال قائل: إن مشايخ حركة حماس كانوا يستعدون لصلاة استسقاء فلبي طلبهم قبل الصلاة، فتم إلغاء الصلاة حتى لا نغرق في فيضان، فاذا كانت مجرد النية اهطلت المطر الغزير فكيف الحال اذا استسقى الشيخ نزار ريان فانه سيجلب الطوفان والفيضان.
وقال قائل آخر ان هذه من بركات انابوليس، فالخير عم البلاد قبل انعقاده اما بعد انعقاده فان الحالة "معدن" ويمكن ان يصبح المطر تحت الطلب، إذ يكفي ان يتصل المزارع بوزير الزراعة ويشرح له كيف ان الارض بحاجة الى مطر، فان الوزير يتصل باللجنة الرباعية الدولية التي ستوعز الى مبعوثها توني بلير باسقاط الامطار فوراً، حسب المعدل السنوي وربما يضيف اليها نسبة من مستحقات العام الماضي.
هطل المطر برغبة إلهية مقدرة ولا دخل للمخلوق في شأن الخالق، ولا أظن أن احداً تحسس حال المزارعين والفلاحين ومربي المواشي هذه السنة والسنة الماضية، لأن القطاع الزراعي مهمل منذ قيام السلطة، وحتى المشاريع التي اعلنها مبعوث الرباعية بلير قبل ايام، خالية من اي مشروع لدعم القطاع الزراعي، وقبل ايام كنت اتحدث مع دبلوماسي اجنبي وجاء الحديث عن مؤتمر باريس المقبل وعن المساعدات المرتقبة، فتحدث باسهاب عن التنمية المنتظرة وعن الرخاء والقضاء على البطالة، فبددت يقينه بشكوكي، حيث ان لا تنمية تحت الاحتلال، فأي مشروع سيخضع للحواجز والموانئ والمعابر الاسرائيلية وهذا كله يدمر اي مشروع حتى لو كان لتعليب الهواء وخض الماء. فكل التنمية والمشاريع والطرق والمعامل التي بنيت دمرها الاحتلال في غمضة عين، والافضل التركيز على مشاريع انتاجية من الارض تساعد على البقاء وليس الرخاء. لأن الاخير مستحيل في ظل الاحتلال. ولعل نصيب الارض من ميزانية السلطة والمساعدات الخارجية لا يكاد يذكر، فاذا كان صراعنا مع الاحتلال هو على الارض ويستشهد من يستشهد دفاعاً عنها، فما بالنا لا نرعاها ونزرعها ونعتني بها؟