منتدى ديرغسانه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ديرغسانه

سياسي-اجتماعي-ثقافي ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمر خطاب
Admin



المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 31/10/2007

العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان Empty
مُساهمةموضوع: العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان   العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان Icon_minitimeالخميس نوفمبر 22 2007, 17:51

العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان 06-10-27-774705177

بقلم عبد الباري عطوان

يستضيف منتجع شرم الشيخ ظهر اليوم قمة مصغرة برئاسة الرئيس المصري حسني مبارك لبحث طبيعة المشاركة العربية في مؤتمر انابوليس للسلام، ولا نقول الرد العربي علي دعوات الحضور التي وجهها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، لان الزعماء العرب في معظمهم لا يتجرأون علي مجرد التفكير برفض مثل هذه الدعوات.
العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني سيحط بطائرته في مطار شرم الشيخ مصحوبا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة ثنائية هي الثانية في اقل من اسبوع، وهناك انباء عن احتمال انضمام زعماء عرب آخرين الي القمة، قد يكون من بينهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
الحكومات العربية عبرت عن قلقها من غموض هذا المؤتمر، وغياب التحضير الجيد، واشترط بعضها جدولا زمنيا محددا يحكم اي مفاوضات تنبثق عنه، وتجميدا كاملا للاستيطان، وبحثا معمقا لقضايا الحل النهائي مثل اللاجئين والقدس المحتلة والمستوطنات والحدود.
جميع هذه الشروط تساقطت الواحد تلو الآخر، مع تصاعد الضغوط الامريكية بحيث بات من المؤكد ان الوفود العربية ستذهب الي المؤتمر دون ان تعرف جدول الاعمال والقضايا المطروحة. وكان اول من اعرب عن رغبته في مشاركة بلاده هو الرئيس مبارك نفسه، الذي غير لهجته تماما، حيث انتقل من التشكيك الي الترحيب بالمؤتمر، بعد الزيارة الخاطفة التي قام بها ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الي مقره في شرم الشيخ.
لا نعرف ماذا قال اولمرت للرئيس المصري في الجلسات المغلقة بينهما، حتي يبدي تفاؤلا غير مسبوق بامكانية نجاح المؤتمر، وهو الذي ظل طوال الاسابيع الماضية يشكك في امكانية نجاحه، ويحذر من النتائج الكارثية التي يمكن ان تترتب علي فشله، ولكن ما نعرفه ان هناك اصرارا امريكيا علي عقده، وحضور الوفدين المصري والسعودي علي وجه الخصوص، لتوفير الغطاء للوفد الفلسطيني، وتشجيعه علي ابداء اكبر قدر ممكن من المرونة في المفاوضات.
الآنسة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية قالت بالامس ان انعقاد المؤتمر واطلاقه المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية لاقامة الدولة الفلسطينية، هما نجاح في حد ذاته، وخطوة كبيرة الي الامام.
فهل يحتاج اطلاق المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية لكل هذه الزفة، وحضور وفود من اربعين دولة علي الاقل، علاوة علي رهط من الشخصيات العالمية ابتداء من بان كي مون امين عام الامم المتحدة ومرورا بالسيد عمرو موسي امين عام جامعة الدول العربية، وانتهاء بتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية؟
المفاوضات بدأت بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني منذ خمسة اشهر علي المستويات كافة، فقد التقي الرئيس عباس وشريكه اولمرت اكثر من ثماني مرات، عقدا خلالها اجتماعات مغلقة، واخري مفتوحة، وثالثة (نص نص)، كما التقي الوفدان المفاوضان من الجانبين عشرات المرات، ومع ذلك لم تفلح جميعها في صياغة وثيقة مشتركة يذهبان بها الي مؤتمر انابوليس، ناهيك عن تفكيك مستوطنة واحدة غير شرعية او ازالة حاجز واحد في الضفة الغربية من بين اكثر من خمسمئة حاجز تحول حياة الفلسطينيين الي جحيم، بحيث بات الوصول الي واشنطن علي بعد عشرة آلاف كيلومتر اسرع واسهل من الوصول الي قرية مجاورة لا تبعد ثلاثة كيلومترات عن الخليل او رام الله او جنين.
العرب يساقون وهم مفتوحو الاعين الي هذا المؤتمر، لان كلمة لا غير موجودة في قاموس تعاملهم مع الولايات المتحدة الامريكية وادارتها الحالية، رغم تيقنهم من ان احتمالات الفشل اكبر بكثير من احتمالات النجاح، وان الطرف الاسرائيلي هو الكاسب الاكبر في نهاية المطاف، مثلما كان عليه الحال في الغالبية الساحقة من مؤتمرات مماثلة.
سينعقد المؤتمر يوم الثلاثاء المقبل وسط اهتمام دولي ضخم، وبحضور الرئيس جورج بوش الذي سيظهر امام العالم كصانع سلام، وحريص علي اقامة دولة فلسطينية، وهو الذي دمر دولتين احداهما في العراق والاخري في افغانستان، وقتل اكثر من مليون ونصف المليون من مواطنيهما الابرياء، وشرد خمسة ملايين آخرين، وما زالت عمليات القتل والتدمير مستمرة.
المفاوضات ستتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وفق رؤية الرئيس بوش كمرجعية اساسية، اي الاعتراف المسبق بيهودية اسرائيل، والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية حول القدس المحتلة، بحيث تأتي الدولة الجديدة، هذا اذا اتت، مشوهة مهلهلة غير واضحة المعالم، ومنزوعة السيادة والكرامة الوطنية، تنحصر مهمتها في قمع شعبها لتأمين الامن والاستقرار والرخاء لليهود، سكان الدولة المجاورة.
الرئيس بوش في رسائل الضمانات التي وجهها الي ارييل شارون رئيس الوزراء السابق، سلم بهذين المبدأين، اي يهودية الدولة العبرية، وضم المستوطنات الكبري حول القدس المحتلة، وهذا يعني عمليا اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وطرد مليون من المواطنين العرب داخل ما يسمي بالخط الاخضر، اي عرب اسرائيل والتسليم ايضا بيهودية القدس مع رفع علم عربي علي المسجد الاقصي لذر الرماد في العيون.
فالسيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية عندما تصر علي اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة العبرية، مقابل قيام دولة فلسطينية تكون حلا لمشكلة اللاجئين، وعرب اسرائيل، انما تتمثل بالملكة ايزابيلا زوجة الملك الفونسو، التي اعلنت الاندلس دولة كاثوليكية، وطردت كل اتباع الديانات الاخري، وخاصة المسلمين واليهود بطريقة دموية بشعة.
فشل مؤتمر كامب ديفيد الذي دعا اليه الرئيس بيل كلينتون قبل خمسة اشهر من انتهاء ولايته الثانية، في تموز (يوليو) عام 2000 ادي الي انفجار الانتفاضة الثانية، وفشل مؤتمر انابوليس ربما سيؤدي الي تفجير الوطن العربي بأسره في انتفاضات اكثر شراسة، خاصة اذا كان الهدف من هذا المؤتمر، وهو ربما كذلك، التغطية علي المخططات الامريكية لتوجيه ضربات عسكرية الي ايران وسورية وحزب الله وحركة حماس .
احتمالات الفشل شبه مؤكدة، فالرئيس الامريكي راعيه الاكبر ضعيف مهزوم في حربه في العراق وحربه علي الارهاب، وعاجز تماما عن التعاطي مع ملف المفاعل النووي الايراني، ويحظي بشعبية هي الاكثر تدنيا في تاريخ رؤساء امريكا في العصر الحديث. اما اولمرت فيواجه تحقيقات بالفساد، وشعبيته اكثر سوءا من شعبية بوش بعد هزيمته المذلة في لبنان قبل عام، ولا نعتقد ان الرئيس عباس في وضع افضل، فاطلاق اولمرت 450 اسيرا فقط، وقوله انه اقدم علي هذا التنازل الكبير لمساعدته، اي عباس، كفيلان بالقضاء علي ما تبقي له من تأييد في اوساط الفلسطينيين، ناهيك عن السماح بارسال 25 عربة مدرعة اليه لقمع اي مقاومة تنطلق من نابلس او الخليل او جنين في الضفة.
الحركات الاسلامية، والمتطرفة منها علي وجه الخصوص، ستكون المستفيد الاكبر من هذا الفشل المنتظر، وهذا ما يفسر صمتها الحالي، والوقوف موقف المتفرج انتظارا للقطاف الدسم.
مؤتمر انابوليس هو آخر سهم في جعبة الرئيس بوش، لانقاد سمعته وسياسته الخارجية المنهارة في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، ولكنه سهم قاتل علي اي حال ربما يرتد علي صاحبه بمشاكل اكثر خطورة من تلك التي اراد حلها
[/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العرب يُساقون الي انابوليس بقلم عبدالباري عطوان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ديرغسانه :: مقالات سياسيه-
انتقل الى: